ديسمبر ٢٨، ٢٠٠٧

مرحلة الهذيان

( 1 )
الجزمة
تقابله في شارع ما .. ذات يوم .. بالصدفة
تتذكر ذلك اليوم الذي تعرفت عليه في مناسبة ما
وكيف اعجبك اسلوبه المنمق في الحديث .. وفكره اللاسطحي ..
تسرع نحوه فينظر اليك باستغراب ..
تذكره بنفسك .. باليوم .. بالحدث ..
فيهز رأسه بحركة تدل على عدم تذكرك ..
تبدأ عندها في تقريب الصورة أكثر ..
أنا اللي كنت لابس جاكيت لونه كذا .. و كرفته لونها كذا ..
عندها فقط تعلو ملامحه ابتسامة مصحوبة بآآه التذكر .. انت اللي كنت لابس جزمة بيضا ؟ !!
عجيب ..نسيك .. وتذكر الجزمة !!
( 2 )
العريس
احنا بنشتري راجل ..
دي كانت احدى ابرز الكلمات التي صدرت من ابو العروسة
قبل ان يبدأ برص قائمة الشروط والطلبات !!
دارت في ذهنه بعض الاسئلة .. هوا مش المشتري هوا اللي بيدفع ؟
واللي بيشتري حاجة مش بيبقى عارف امكانياتها كويس وبيحافظ عليها ..
مدلول الكلمة راح بيه للهند .. وازاي هناك العروسة هيا اللي بتدفع مهر للعريس
فاق من دا كله على صوت ابو العروسه ..
انت معايا يبني ؟
قال له .. ايوه معاك يا عمي .. كمل
( 3 )
ولاد الشوارع
كانت ليلة مقمرة ..
والهواء عليل
راودته نفسه ان يمارس قليلا من متعة المشي
عرض الفكرة على صديقه فراقته .
بدءا سويا ممارسة طقوس المشي على كوبري ستة أكتوبر وفي منتصف الكوبري ..
صوت فرملة .. تلاها صوت اصطدام
كعادة العرب يتجمعون بفضول فيما لا يعنيهم ..
كانت سيارة مرسيدس مصطدمة بسيارة تاكسي .
نزل من المرسيدس طفل لم يتجاوز الخامسة عشرة بينما سائق الاجرة ينفث دخانا يذكرني بالتنين ..
مرت دقائق بعد ان رفع الطفل موبايله واجرى مكالمة لتأتي سيارة مرسيدس اخرى لموقع الحادث ..
ينزل منها ما بدا لي انه الاب .. ويتوجه مباشرة الى سائق الاجرة وينهي الموضوع بكلمتين و (قرشين)
ليتوجه بعدها الى ابنه موبخا اياه وهو ينظر الى مقدمة المرسيدس المحطمة
والله لاركبك فيات زي ولاد الشوارع !!
الحمد لله كنت ماشي على رجلي مكنتش راكب فيات
( 4 )الزبون
في مكان رومانسي قمة الشاعرية ..اضاءة خافتة .. وصوت مياه النيل يرتطم بحافة الكازينو
نسمات الليل المنعشة تداعب الحاضرين ..
يطلب واحد شاي ..
ويجي الشاي .. لا الميه مش سخنه كفاية ..
هات لي فنجان غيره وجه الفنجان غيره .
لا السكر ده مكعبات هات سكر ناعم .. وجه السكر الناعم
نوع الشاي ده ايه ؟ نوعه كذا يا بيه ..مفيش شاي ...... ؟ لا دا الموجود يا فندم
مئات من التذمرات والطلبات التي لا تنتهي ..
طيب ما انا كمان زبون .. ومن حقي اقعد في مكان هادي
ميكونش فيه امثال هذا الزبون !!

ليست هناك تعليقات: